هل اختفت ربة المنزل؟!

هل اختفت ربة المنزل؟!

بقلم: نورا عمر كدرس

لماذا لم نعد نرى أن الأمومة بحد ذاتها إنجاز عظيم؟

وكأن مصطلح "ربة بيت" أصبح عارًا أو تقليلًا من شأن المرأة!

وأعني هنا بـ"الأمومة" كل سيدة ربت وتبنت رعاية ومسؤولية طفل ما، حتى وإن لم تكن قد أنجبته.

لماذا أصبح إنجاز المرأة اليوم يُقاس فقط بعملها، ومهنتها، ومستواها التعليمي والثقافي؟

نعم، هي تُسهم في بناء المجتمع من خلال ذلك، ولكن المجتمع في أساسه يتكوَّن وينشأ من تحت أيدي الأمهات.

دعوة للتوازن والإنصاف

من الإنصاف أن نُعيد تصحيح الصورة الاجتماعية لدور المرأة الحقيقي، وأن نُسهم في التوعية بشأن أهمية الأمومة والاعتراف بعظمتها.

فالوعي بهذا الدور يساهم بشكل مباشر في تقليل ظاهرة العزوف عن الزواج، ويُعيد للأم مكانتها الطبيعية في بناء الأجيال.

لا بأس أن تسعى المرأة لتحقيق ذاتها، وتُطوّر من إمكاناتها، ولكن دون أن يُطغى ذلك على دورها التربوي والإنساني، ودون أن يُهمَّش الرجل عن مسؤولياته الطبيعية في إعالة الأسرة وبناء مستقبلها.

دعونا نُفسح المجال للرجل ليأخذ مكانه الحقيقي، ويكدّ من أجل أسرته، ومن أجل كل امرأة تربي وتحتضن وتمنح الأمان والدعم لطفل ينمو تحت رعايتها.


لبناء جيل متزن

هكذا، ومن هذا التوازن، تُنشأ أجيال متزنة نفسيًا ومعنويًا، تعرف قيمتها، وتحمل في داخلها اكتفاءً داخليًا يغنيها عن البحث خارجه.

ولا أعني أبدًا بإحياء دور الأم أن نُلغي دور المرأة المهني في المجتمع،

بل أدعو فقط إلى الاتزان، والاعتراف الصادق بأن ربة المنزل ليست مجرد لقب… بل منصب عظيم يستحق التقدير والاحترام.

نورا عمر كدرس

#نحو_مجتمع_واعي

#تمكين_بالاتزان